
التاريخ القديم لمملكات معين وحضارته
مملكة معين أو معن هي أقدم الممالك العربية القديمة في اليمن وشبه الجزيرة العربية وكان المعنيين أبناء السبئيون و الحضارية.
إلا أن النسأبين العرب لم يذكروا هذه الشعب أو المملكة ولا أحد من ملوكها ولا اسم معين وصلتهم مع سبأ بل طوى كل ذلك النسيان إلى أن كشفت عن هذه المملكة العريقة الآثار المكتشفة في القرن العشرين الميلادي، عموماً فقد ظهرت مملكة معين في القرن الثلاثين قبل الميلاد أو القرن العشرين قبل الميلاد رغم إن ازدهارها كان في حدود القرن الخامس عشر قبل الميلاد إلى القرن الثالث قبل الميلاد.[5]
مدينة يأثل عاصمة مملكة معين الدينية ترجع إلى 1000 قبل الميلاد
وليس بين الباحثين في تأريخ المعينين اتفاق على تأريخ مبدأ هذه الدولة ولا منتهاه، فالعالم كلاسر مثلاً يرى إن الأبجدية التي استعملها المعينيون في كتاباتهم ترجع إلى الألفية الثانية قبل الميلاد وهذا يعني إن تأريخ هذا الشعب يرجع إلى ما قبل هذا العهد.
وبعض قبائل مملكة معين المذكورة بالنقوش هي معن وذو غيلان وبني نشق هي قبائل من بكيل
و همدان لا تزال باقية حتى اليوم داما بني معين هم قبيلة من خولان
ين. ومن خلال ما يعرف من نقوش يمكن القول أن مملكة معين ظهرت في حوالي نهاية القرن الخامس قبل الميلاد، ربما نتيجة لضعف أصاب مملكة سبأ، وتشكلت معين من اتحاد مدن الجوف التي كانت قبل خضوعها للسيطرة السبئية تمثل ممالك مستقلة
وبعد توحدها اتخذت مدينة قرناو عاصمة للمملكة الناشئة
تدل النقوش على أن مملكة معين كان لها علاقات خاصة مع مملكة حضرموت
فقد كان الملك صادق أل يتلقب بلقب ملك حضرموت ومعين ومن بعده تلقب ابنه الملك أل يافع ياثع بن صادق أل بلقب ملك معين فقط
أما في عهد الملك أل يافع ريام بن أل يافع ريام فقد عاد إلى اللقب السابق ملك حضرموت ومعين.
معبد الإله عثتر
في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد ازدهرت معين ازدهاراً كبيراً نتيجة لنشاط أهلها التجاري، حيث لعب المعينيون دور الوسيط التجاري بين الممالك اليمنية والعالم الخارجي، فقد كانوا يقودون قوافلهم المحملة بالبضائع النادرة وخاصة الطيوب التي انفرد اليمن بإنتاجها إلى مناطق العراق وبلاد الشام ومصر وبلاد اليونان، وتسهيلاً لنشاطهم التجاري أقاموا العديد من المحطات والأسواق على الطريق المعروف باسم طريق اللبان التجاري، والتي تحولت مع مرور الزمن إلى مدن وحواضر مزدهرة. كما أقام المعينيون عدة معابد لآلهتهم خارج أراضي مملكتهم سواء داخل اليمن أو خارجه، من تلك المعابد معبد في تمنع عاصمة قتبان وآخر في مدينة السوا (حاضرة المعافر) ومعبد في جزيرة ديلوس اليونانية.
معبد الإله نكرح
مثل المعينييون الصلة الحضارية بين الممالك اليمنية وبين اليمن وبقية دول العالم، ومن خلالهم حدث التمازج بين الحضارة اليمنية القديمة والحضارات الأخرى. وقد انعكس نشاط المعينيين التجاري على مناطقهم، حيث أقاموا المعابد الضخمة لآلهتهم الرئيسة وهي الإله ( ود ) والإله (نكرح) والإله (عثتر) . وتميزت المعابد المعينية عن غيرها بترف الزخارف المنقوشة على أعمدة المعابد، ومثال ذلك أعمدة معبد الإله عثتر ذو رصفهم وشيد المعينيون الأسوار الضخمة حول مدنهم الرئيسية مثل سور مدينة يثل (براقش حالياً) التي كانت تمثل العاصمة الدينية لمملكة معين.
لم يعرف عن مملكة معين أنها دخلت في حرب توسعية ضد أي من الممالك الأخرى ربما حفاظاً على مصالحها التجارية ولا تزال ظروف اختفائها عن الساحة غامضة إلى اليوم ومن المتوقع أن تكشف الأبحاث العلمية التي تجري حالياً في عدد من المواقع الأثرية المعينية الكثير عن تاريخ المملكة والتي اختفت في أواخر القرن الثاني قبل الميلاد تقريباًً
نتمنا الموضوع قد نال اعجابكم وتابعونافي مقال أخر عن تاريخ اليمن وحضارته القديمه
تعليقات
إرسال تعليق